ذ : كمال
الزيان
مجزوءة : الوضع البشري
مفهوم : الغير - L'Autrui
مطلب الفهم :
مدخل:
لعل
الحديث عن الشخص يستوجب ، وبالضرورة ، الإشارة إلى الآخرين ، هؤلاء
الذين يمكن له أن يحبهم ، أو يكرهم .. كما قد يشاركهم أحزانهم ....إنه في علاقات
دائمة معهـم .
يحضر
الغير كضرورة بالنسبة للشخص، ليس كجسد ،فقط، بل كفكرة أحيانا، كمعيش
Vécu كموضوع objet
رغبة désir أو
نفور، كعنصر اطمئنان أو ارتياح ، أو كمزعج و مسبب للقلق و التعاسة.
إن
الغير هنا معي ، بجانبي، أو داخل عملياتي الذهنية و الوجدانية، أو كطرف في
أنشطتي و معاملاتي و سلوكاتي عامة . لكن من هو الغير بالضبط ؟
انه
كل مختلف عني، كل من أعتبره لا يرقى لمستوى ذاتي ، إما لأنه لا تجمعني به أية صلة،
أو لأنني بكل بساطة لا أعرفه، لكن هل يمكن فعلا إيجاد شخص لا تربطني به أية
نقط مشتركة؟ يبدو الأمر صعبا لأنه هناك دائما أمورا نلتقي فيها جميعنا كانسان رغم
كل الاختلافات التي توجد بيننا .
إن
الغير كل من كان ليس أنا إنه" alter ego أي إنه أنا آخر مثلي
يشبهني ومختلف عني" [1]،
يصعب تحديده ، لكن هذا لا يمنع من أن نتساءل عن أهميته وجدواه ، وهل وجوده ضروري
جدا لوجودي أنا، و لوعيي بذاتي؟ أم أن وجوده كعدمه سيان ؟ هل له أي تأثير على ذاتي
أم لا؟ و هل أستطيع أن أعرفه و يعرفني أم أن ذلك مستحيل ؟ و ما نوع العلاقة التي
يمكن أن تربطني به؟ هل هي علاقة ايجابية (
حب، تعاون ، تكامل، صداقة، تعايش...) أم سلبية( كراهية، إقصاء، عنف، تهميش، و
أحيانا قتل )
المحور الأول : وجود الغير
الطرح الإشكالي :
الطرح الإشكالي :
إذا
كان الغير هو الأنا الذي ليس أنا ، المشابه والمختلف عني ، فكيف ننظر عادة لوجوده
؟ وإلى أي حد يعتبر عاملا سلبيا أو إيجابيا بالنسبة لوجودي ؟وهل هو ضروري لوجود
الأنا؟
مطلب
التحليل
ما
فتئ المطلع على كتاب " التأملاتMéditations " لديكارت
يجد الكوجيطو الديكارتي " أنا افكر أنا موجود " Cogito Ergo Sum ) ) أو( Je pense donc je suis) يعني: "عملية وعي الذات بوجودها كأنا مفكرة
لا تعتمد على أي عنصر خارجي، بل إنما هي عملية تأملية ذاتية خالصة" [2]،
مما يؤكد على أن دور الغير في معرفة
الأنا لنفسها منعدم. فالمعرفة لدى الإنسان إنما تنجم عن عملية التفكير وحدها ، ولا
يمكن لأي عنصر خارجي أن يثبت وجودها، ف " أنا موجود ما دمت أفكر ، فقد
يحصل أني متى انقطعت عن التفكير تماما انقطعت عن الوجود أيضا " [3]، ولما كان الاعتماد على وجود الغير
باعتباره موضوعا ماديا يتم عبر الحواس وهذه الأخيرة تعتبر مصدرا للخطأ ،فإن الغير
لا يعتبر مهما بالنسبة للذات بل إنما هو مصدر للشك .
شكل
هذا الموقف الديكارتي المتمثل في عدم ضرورة ، وجدوى، وجود الغير محط
انتقاد جل الفلسفات الحديثة والمعاصر ، حيث رأت
هذه الأخيرة، أن الكوجيطو
الديكارتي ظل رهين انغلاق وتمركز الذات l’égocentrisme
على نفسها مما عرف
بالانية le solipsisme .
ومن بين الفلاسفة الذين ردوا على ديكارت
نجد الفيلسوف الألماني فريديريك هيجل F.Hegel
(1771-1831) في كتابه فينومينولوجيا
الروح " La phénoménologie de L'esprit " يؤكد على أن وجود
الغير ضروري لتعي الذات نفسها وتتأكد من وجودها في العالم ، فانبثاق الأنا
من حيث هو وعي " بالذات" لا يأتي بشكل سلمي ، بل بالصراع المستمر
بين (وعيين) يخاطر كل واحد منهما
بحياته ويسعى إلى موت الآخر ، لكن هذه المخاطرة لا تكون من أجل القضاء النهائي على
الغير- بل من أجل أن يعترف كل طرف بخصمه ، وأبرز مثال يقدمه هيجل في
هذا السياق هو -صراع السيد والعبد ؛- ففي صراع شخصين على السيادة والعبودية
لا بد من منتصر لكي يكون سيدا ويقر بعبودية المنهزم، وكذلك الأمر للسيد ،فهو ،
محتاج للعبد لكي يقر له بسيادتهن، إن كل واحد منهما يحتاج للآخر وكلاهما
ضروري لتحديد هويتهما إما كسيد أو كعبد.
يتأسس الموقف الفلسفي الجدلي لهيجل على مفاهيم
الصراع و التناقض و النفي ، فالمنطق يفترض مواجهة بين الأنا
و الغير كوعيين متقابلين، يسعى كل واحد منهما إلى نفي
الآخر كي يحقق وجودا كاملا . فالوعي بالذات بالاعتماد على الذات
فقط يبقى وعيا فارغا، و غير مكتمل. وحده الصراع مع الآخر يمكن أن يجعله
غنيا و تاما . و جوهر الصراع هو تلك الرغبة الخفية لكل طرف في فرض وجوده على الغير،
ولعب دور السيد،-كما أشرنا-الذي لا يتأتى بدون اعتراف الآخر بهذه السيادة. وحدها
المخاطرة بالحياة تجعل الحياة مستحقة، و وحده اعتراف الآخر بالذات يجعلها
تعي ذاتها ، اعتراف ينتزع عادة بقوة و لا يمنح مجانا، و هذه الحاجة
لاعتراف الآخر بالذات هي ما تدفعها لتطوير إمكانياتها و إخراج كل ما لديها من
طاقات كي تجعل لوجودها معنى.
مطلب
المناقشة
وجود
الغير إذن أكيد..! و ضروري..! خاصة إذا استحضرنا موقف الفلسفة الفينومينولوجية
سواء مع رائدها هوسرل(1859-1938) E.Husserl،
أو مع ميرلوبونتيM.Merleauponty(1908-1961)
و التي عادت للعبارة الشهيرة المعروفة للكوجيطو ( أنا أفكر، أنا موجود) " Cogito Ergo Sum ) ) أو( Je pense donc je suis) لتبين أن القول :( أنا أفكر ....) يبقى قولا غير تام، فلابد من وجود موضوع ما
مفكر فيه انسجاما مع مفهوم القصدية، الذي يميز فلسفة هوسرل ؛ فعندما
أفكر أو أحب أو أكره.... فأنا دائما أفكر في شيء ما أو شخص ما .. لأنه لا وجود
لفكر خارج العالم و الآخرين . و بالتالي فالغير ليس مجرد شيء أو موضوع
خارجي لأنه يوجد أيضا لذاته أي كوعي و
كأنا، أي بقدر ما يوجد في العالم بقدر ما يوجد كذات تفكر في هذا العالم و تدركه
كما أوجد فيه أنا و أدركه . هذا الوجود المزدوج للغير هو ما لا ينبغي للأنا تجاهله
إذا ما أرادت تفادي انغلاقها على ذاتها[4],
خاصة و أن وجوده مؤثر في الأصل؛ يتجلى هذا التأثير في الدور السلبي الذي قد يحدثه
في الأنا بقتل عفويتها و تلقائيتها مع ما يسببه ذلك من خجل و ارتباك، سواء بفعل نظرتهSon Rogard المصوبة له ( الأنا) ،أو بحضوره الجسدي أو
كاحتمال أو كفكرة لدي. و إن كنت في الواقع لا أستطيع إنكار الدور الكبير الذي يمكن
أن يلعبه لتمكيني من إدراك كل بنياتي الوجودية بشكل كامل ، حد تعبير جون بول
سارتر(1905-1980) J.P.Sartre
،هذا الأخير يؤكد في كتابه " l'Etre
et le néant " على أن وجود الغير هو وجود ضروري" أنا آخر ليس أنا !
"[5]
رغم ما يسببه من خجل La Honte
" " فالخجل يحقق إذن علاقة
باطنية بين الأنا والأنا وقد أكتشف في الخجل مظهرا من وجودي ....ونجد أن الخجل هو
خجل من الذات أمام الغير .فهاتان البنيتان غير من منفصلتان، ولكن في الوقت نفسه
أنا في حاجة إلى الغير لأدرك إدراكا كاملا كل بنيات وجودي"[6]
نخلص،إذن،إلى أنه لا يمكن تصور وجود للأنا
خارج قبضة الغير و هيمنته الخفية التي تفرغها من كينونتها الخاصة ، و التي
تزداد قوة كل ما كانت الأنا أكثر انتماءا للآخرين و أكثر اهتماما بهم و
مراعاة لهم .
و
الحديث عن الغير هنا لا يعني الحديث عن شخص معين بالضرورة، لأن وجود الغير
و ما يمارسه من سلطة يتم حتى لو كان هذا الغير مجهولا . كأن نقول
مثلا : الناس أو عبارات أخرى مماثلة ! مما يوحي حسب هايدجرM.Heidegger(1976-1889) بأن الغير
هو لا أحد، أو هو نحن بصيغة أخرى، مادام كل واحد منا يمارس هيمنته الخفية على
الآخر[7].
مطلب
الإستنتاج .
نستنتج
من خلال تحليلنا لإشكالية وجود الغير ، أن وجود الآخر بالنسبة للذات ، إنما هو
وجود ضروري لها كي تعي ذاتها ووجودها ،فهو-الغير- الوسيط بين الأنا والوجود الفردي
في العالم و الموضوعات. إن غياب الغير في حياتنا يجعل من ذواتنا تسقط في عزلة
مطلقة ووحدة دائمة .
يبرز
لنا هذا الدور من خلال الفلم السينمائي Seul en Monde
للمثل الأمريكي Thom Hanks
الذي يروي قصة شخص وقع في جزيرة لوحده ، لكن حاجة هذا الأخير للغير جعلته يأخذ كرة
ويصنع منها شخص آخر، حيث وضع عليها بعض الحشائش كالشعر ورسم العينين والشفتين
والأنف ووضع لها اسما هو Welson ، ثم صار يحادثها كل حين كي لا يفقد لغته ..حتى
أنه وفي إحدى اللحظات التي ستضيع منه هذه الكرة في البحر سيتبعها ويغامر بحياته
لأجلها ..إذ قام بأنسنتها ..مما يوضح ضرورة الغير[8].
يؤكد
هذا الشريط كلا من أطروحة الفيلسوف الوجودي سارتر حول أهمية الغير
رغم ما قد يسببه لنا من خجل كما يتفق مع أطروحة الفيلسوف الفينومينولوجي
هوسرل وميرلوبونتي حول أن ما من تفكير إلا وهو في موضوع لذلك فالإنسان
كوعي يفكر فينا ونفكر فيه ، هو ضرورة ، لكن هذا الشريط كذلك يؤيد أطروح هيجل
في شق منها هو حاجتنا للغير ويتعارض معها من خلال أننا ليس بالضرورة في صراع مع
الآخر لإثبات وجودنا ، وهو كذلك يناقض القول بالإنية le
solipsisme الديكارتية
لأننا لإدراك وجودنا يجب أن ندركه عبر الآخر وليس بالفكر وحده بل إنما يكتسب
الإنسان إنسانية إلا مع الأغيار وسط
المجتمع، كما عبر عن ذلك علم النفس الإجتماعيla
psychologie sociale مع
الطبيب الفرنسي المعاصر Lucien Malson ،بقوله
" il faudrait admettre que les hommes ne sont pas des
hommes hors de l'ambiance sociale. " [9]
مطلب
الفهم :
المحور الثاني : معرفة الغير
الطرح
الإشكالي :
إذا
كان الغير هو الآخر الشبيه والمخالف لي في نفس الوقت فهل معرفته ممكنة أم مستحيلة
؟ وإذا كانت ممكنة فهل هي كمعرفتنا للموضوعات والأشياء أم هي معرفة له باعتباره أنا آخر يملك وعيا وحرية ؟
مطلب
التحليل :
تحليل
ومناقشة نص " عزلة الأنا " لغاستون بيرجي (1960-1896) Gaston Berger ص 34
جوابا
عن الإشكال المطروح في المحور الثاني للغير والمتعلق بمعرفته أو عدمها "ينفي"
غاستون بيرجي (1960-1896) Gaston Berger، في كتابه " من القريب إلى
الشبيه Du prochain au semblable "
أن تكون معرفة الغير ممكنة، ذلك أن الإنسان يحيا
في عزلة تامة مع نفسه ويسعد معها لوحده ، بعيدا عن كل "أنا آخر"
، فروحه سجينة بداخله ، ولا يمكن للآخرين اختراق وعيه ، حتى وإن سمح لهم
،بذلك ، يصعب عليه الأمر، " إذ لا يمكن للآخرين اختراق وعيي ، مثلما لا
يمكنني فتح أبوابه لهم ، حتى لو تمنيت ذلك بكل صدق "[10] .
إن
التجربة الذاتية هي الوحيدة الممكنة والحقيقية فهي غير قابلة لأن تنقل للآخرين لأن
عالم الذات –حسب بيرجي – عالم محاط بالأسوار إنه كسد منيع
يحول بين "الأنا" و"الآخرين"، إذ أن " أبواب
الآخرين موصدة في وجهي وعالمهم منغلق بقدر انغلاق عالمي أمامهم "[11]
.
يعطي
"غاستون بيرجي" مثالا
يؤكد به أطروحته ، ويبن من خلاله عزلة الأنا ، وصعوبة معرف
الغير ، من خلال تجربة الألم ؛ فعندما يتألم شخص ما عزيز علينا فإننا نسعى
دائما إلى مواساته وتهدءته ، هذه المواساة تتجلى في مشاركته لآلامه " غير
أن ألمه يبقى رغم ذلك ، ألما برانيا بالنسبة لذاتي .فتجربة الألم تظل تجربته
الشخصية هو وليست تجربتي ."[12] مما يبن على أن معرفة الغير ظنية وليست
يقينية.
مطلب المناقشة :
إذن
، مهما حولنا أن نشارك "الغير" وندخل معه في علاقات فإننا
لن نستطيع أن ندرك كل مَكنُوناتِ صدره ،وتجربته الشخصية، فهو بمعزل عنا دائما
، هذا ما أكده غاستون بيرجي ، كما لا ينفيه
الفيلسوف اللاهوتي ( الديكارتي)مالبلنش Malbranche (1715-1638) ،
في كتابه "(من )البحث عن الحقيقة De la
recherche de la vérité "
-حيث يرى هذا الأخير- على أن الإنسان، وبفضل تطور العلم،
لم يترك في هذا العالم شيئا إلا وجعله موضوعا للدراسة ،حتى اكتشف كل أسراه،"
إلا نفوس الآخرين وعقولهم الخاصة، والظاهر أننا لا نعرفها إلا فرضا "[13] إننا لا
ندركهم سواء كذوات أو من
خلال نمط تفكيرهم .
يزعم
الإنسان أنه يعيش وشعر بنفس ما يشعر به الآخرون ،وما هو بذلك إلا واهم،خاطئ ، ومرد
هذا ،الوهم، والخطأ ، هو إحساساتنا التي نسقطها على الآخرين ، " فالمعرفة التي نكونها عن الآخرين
كثيرا ما تكون معرضة للخطأ إن نحن اكتفينا بالحكم عليهم اعتمادا على الإحساسات
التي كوناها عن أنفسنا "[14].
لعل هذا
الموقف الرافض لإمكانية معرفة " الغير" ، يتأكد
أكثر مع "جون بول سارتر" (1905-1980) J.P.Sartre ،
في كتابه" الوجود والعدم l'Etre
et le néant" ؛ فبَين "الأنا"
و"الغير" في التعريف والتحديد
قول بالنفي يميز الواحد عن الآخر " فالغير هو ذلك الذي
ليس أنا "[15]
ومن ثم فإن النفي عدم يفصل بيننا ، ليس على نحو ما يفصل الجسم عن
الطاولة ، أي بشكل أمبريقي تجريبي وإنما ،" يكون كصورة( ذهنية ) "[16]
بمعنى أنه– وحسب سارتر – لا يمكن إدراكه –الغير - ومعرفته معرفة حقيقية .
ينجم عن
هذا الرأي حول "معرفة الغير"
أن الأنا في إدراكها له ، تعيه
كجسد خارجي يسميه سارتر الشيء في ذاته Noumène [17]
، و" العلاقة التي تجمع هذين الجسمين وتفصلهما هي من نوع العلاقة المكانية
الشبيهة للعلاقة بين الأشياء التي لا تربط بينها أية صلة "[18]
ولما كان الأمر كذلك فإن "الأنا" لا يمكنها أن تدرك "الغير"
إلا كموضوع ضمن حقل تجربته؛ أي كل يرى
الآخر من منظوره الخاص وكل يعرفه انطلاقا من تمثلاتهreprésentations له (
كصورة ذهنية ) ،لكن هذا لا يعني حسب سارتر أن الغير لا يؤثر
على الأنا في شيء رغم إدراكه له ، فقط، كصورة ذهنية ، بل على العكس ، يؤثر
تأثيرا؛ من خلال تجربة الخجل la Honte –
كما تم الإشارة إلى ذلك- في المحور الأول : وجود الغير .
ينتقد
سارتر القول بعدم تأثير الآخر على الأنا
ويشير إلى ذلك في مسرحيته " الجلسة المغلقة Huit
clos بقولته الشهيرة " الجحيم هم
الآخرون " l’enfer c’est les autres " ويرى أن نفي العلاقة بين "الأنا
" و" الغير" يترتب عليه" نتيجة خطيرة ، وهي أنه إن
كان ينبغي ، فعلا لعلاقتي بالغير أن تكون نمط العلاقة الخارجية المحايدة ، فإنني
لن أستطيع أن أتأثر في وجودي بانبثاق الغير أو باختفائه مثلما لن يتأثر شيء في
ذاته بظهور أو اختفاء شيء آخر في ذاته "[19].
إذن ، نفى
كل من غاستون بيرجي ومالبلنش وسارتر أن تكون معرفة الغير
معرفة حقيقة فهي إما ظنية أو كصورة ذهنية رغم تأثيره فينا .
يتنافى هذا الموقف
وقول الفيلسوف الفينومينلوجي الفرنسي موريس
ميرلوبونتيM.Merleauponty(1908-1961) حيث
"يؤكد في كتابه فينومينولوجيا (التصور) La
phénoménologie de la perception "
على أن الغير حاضر معنا دائما ،كما أن معرفتنا به، إنما هي معرفة قادرة على
النفاذ إلى أعماقه والتواصل معه " فوجود الآخرين لا يتعالى بشكل نهائي إلا
عندما يظل خاملا ومنطويا على اختلافه
الطبيعي " أي عندما يرفض أي تواصل معه " [20].
يركز ميرلومونتي كذلك على النظرة،لمعرفة
الغير، فإذا كان –سارتر-
يشير إلى أن الغير يسبب دائما حرجا للأنا بنظرته فإن ميرلوبونتي
يسير معه في نفس الطرح، ويرى أن الإنسان يكون في كثيرا من الأحيان، في نظر الآخر،
محط سخرية بسبب نظرة لا إنسانية ناجمة عن احتماء كل طرف في أعماق طبيعته الفكرية ،
هذا الاحتماء والأوبة إلى الذات يسميها ميرلوبونتي الأنا وحدية التي تعتبر حاجزا للتواصل بين الأنا والغير
والأكثر من ذلك تمنع كل تعاطف قد يحصل لكنها لا تعدمه .
يقدم ميرلوبونتي
مماثلة على هذه الحالة من عدم التواصل بين الأنا والآخر من خلال
التعامل مع شخص مجهول ، إذ كان لا بد من " أن أتعامل مع إنسان
مجهول ينطق بعد بكلمة ، فبإمكاني أن أعتقد أنه يعيش في عالم آخر ، عالم لا تستحق
فيه أفعالي ، أفكاري أن توجد " [21]
لكن بمجرد تكلمه وتحقيق تواصل معه فإن الأنا يكف عن تعاليه يتعرف إليه ويعلم
أن ذلك الصوت صوته والأفكار أفكاره....
إذن ،
معرفة الغير ممكنة عن طريق التواصل معه ، وإن رفض ، هذا الغير،
التواصل يستحيل عليه ذلك، فحتى الفلاسفة الذين يخضعون لعملية تأملية خالصة ،
وتركوا ذويهم وأصدقاءهم من أجل المعرفة ، فهم ينتمون لهذا العالم ويفكرون مع
الآخر وبالآخر " والأنا وحدية*
لا يمكنها أن تكون أمرا حقيقيا بشكل صارم ، إلا عند شخص استطاع إدراك وجوده إدراكا
ضمنيا دون أن يكون كائنا ودون أن يفعل شيئا .وهو أمر محال ، مادام وجود المرء يعني
كونه في العالم "[22]
.
ولتدليل على أن معرفة الغير ممكنة نجد أطروحة
الفيلسوف الألماني ماكس شيلر Max Scheler( 1874-1928) تؤيد أطروحة ميرلوبونتي حيث يرى شلر
Scheler في كتابه:
"طبيعة التعاطف وأشكاله Nature et
formes de la Sympathie
" على أن نظرتنا للغير ينبغي أن تكون كلية وأن لا
تنبني على تجزيئه بل إنما هو وحدة شاملة لا ينفصل فيها
الفيزيائي عن ما هو داخلي نفسي ؛ فبمجرد نظرتنا لهذا الآخر ، وبرؤيتنا
لعينيه فقط ، نكون على اطلاع بكل نواياه ما إذا كانت نوايا حسنة أو نوايا
سيئة " فأكيد أننا ندرك فرح الغير
من خلال ابتسامته .كما ندرك همومه و ألمه من دموعه ، وخجله من احمرار وجهه ،
ودعاءه من يديه الملتصقتين ، وحبه من نظرته الحنونة ، وغضبه من اصطكاك أسنانه ،
وتهديده ورغبته في الانتقام من قبضة يده "[23]
يؤكد شيلر في كتابه
كذلك- موقفه حول معرفة الغير ، بإبراز مثال الخجل
ويوضح عدم انفصال الجانب النفسي عن الجانب الفسيولوجي بظاهرة الخجل حيث يشير –إلى أن " احمرار وجنتي الغير
يتجاوز أن يكون مجرد احمرار وجنتين يختزل في المظهر الخارجي للاحمرار"[24] .
مطلب الاستنتاج
حددت العلوم
الإنسانية الإنسان كونه تركيبا لمجموعة من العوامل النفسية والبيولوجية والاجتماعية
والثقافية...لذلك فمعرفتنا به لا تكون معرفة شاملة بل تظل نسبية وغير
يقينية- كما حدد ذلك سارتر وميرلوبونتي وبيرجي -فكلما حاولنا أن نسبر أغوار هذا
الأخير باعتباره غيرا، وتحدثنا إليه، أو اقتربنا منه أكثر إلا وازداد الغموض حوله
.
إن التقابل بين الأنا والغير
لا يكون دائما تقابلا صريحا، يفشي فيه كل طرف أسراره للآخر ،فالأنا
مليء" بالطابوهات"[25] Tabous ( المسكوت عنها ) تجعله يتحفظ في أقواله
ويحذر في تصرفاته، هذا ما دفع ،ربما ، غاستون بيرجي إلى القول: أن" أبواب
الآخرين موصدة في وجهي وعالمهم منغلق بقدر انغلاق عالمي أمامهم " [26] ، و أكده
كذلك مالبلنش من خلال (زعمه ) أننا دائما نخطئ في مماثلتنا Analogieللآخر، فمهما كنا
نحس نفس الإحساس فهذا لا يعني أننا نعرف الآخر لأن الحواس خادعة وكل
لديه تجربته الخاصة .
إن هذا الموقف من الغير ونفي معرفته
يجعل من الآخرين مصدرا غامضا دائما، مما
يفقد الشخص تعامله العفوي ، فلا يمكن للإنسان أن يتعامل مع أناس لا
يعرفهم . هذه المعرفة لا تنحصر في اللغة ...أو في العرق..أو في
الدين.... وإنما هي معرفة تجمعنا على أننا أناس نحيا في عالم واحد يجمعنا فيه
شيء واحد مشترك اسمه الإنسانية ...لكن هل نحن حقا نتعامل على هذا الأساس ؟ هل دائما
نعامل الآخر معاملة الصديق، نخاف عليه ونشاركه إنسانيتنا أم أننا ننفيه ونقصيه
ونعتبره عدوا ؟
المحور الثالث : العلاقة مع الغير
مطلب الفهم :
الطرح
الإشكالي :
مافتئ وجود الغير يكون وجودا
ضروريا بالنسبة للأنا رغم ما قد يسببه له من تهديد لكينونته
ولوجوده،كما أن معرفته ،تتأرجح بين المعرفة الممكنة وعدمها .هذا ما يجعل هذا
الأخير دائما محط شك، وريبة ،ونفور،وإقصاء في بعض الأحيان مما يدفعنا للتساؤل عن
نوع العلاقة بين " الأنا "و"الغير" ،هل هي
علاقة إيجابية (صداقة ،ود ،حب..أم علاقة سلبية ،صراع عداء ، قتل..؟
مطلب
التحليل :
تحليل ومناقشة نص "إيمانويل كانط E.Kant (1724-1804) ، الكتاب
المدرسي في رحاب الفلسفة ،مسلك الآداب
والعلوم الإنسانية ص 35.
جوابا عن الإشكالية المطروحة بالمحور الثالث
من مفهوم الغير ، والمتعلقة بنوع العلاقة التي تجمع الأنا
بالآخر يرى كانط في كتابه ميتافيزيقا
الأخلاق Métaphysique des mœurs على أن العلاقة بين الإنسان هي علاقة صداقة ،حيث
أن هذه الأخيرة تعد واجبا أخلاقيا يفرضه علينا العقل العملي الأخلاقي ، كما أن هذه
الصداقة يجب أن تكون لذاتها لا لغيرها ؛ أن لا تنبني على المصلحة أو
المنفعة .
يقدم كانط تعريفا للصداقة متمثلا في
كونها" اتحادا بين شخصين يتبادلان نفس مشاعر الحب والاحترام"[27]
كما أنها تعاطف وتواصل ،يسعى الإنسان من خلالها إلى تحقيق الخير ،لأنها إرادة
طيبة أخلاقية لكنها لا تضمن السعادة.
إن
الصداقة عند كانط واجب أخلاقي ،كما أنها فكرة منشودة،وعلى كل إنسان أن
يتمثل لها باعتبارها واجبا .
يضع كانط تقابلا بين مفهوم الصداقة
ومفهوم الاحترام وينفي أن تكون الصداقة احتراما ذلك أن الأولى مصدر للجذب أم
الثاني فهو باعث على التباعد . ويفسر هذا التناقض الحاصل بين المفهومين -
الصداقة(حب = تجاذب) والاحترام (= تباعد) من خلال علاقة الأصدقاء. ،حيث يلجئ صديق ما إلى نصح صديق آخر ،هذه
النصيحة فهي نابعة من محبة وخوف أحدهما على الآخر لكن الناصح يظهر للمنصوح عيوبه
الناتجة عن فقدان الاحترام بينهما مما يوضح على أنه كلما ضاق هامش الاحترام اتسعت
هوة التباعد وكلما اتسع هامش الصداقة ضاقت المسافة بين الصديقين .
نستنتج،
إذن، من تحليل نص كانط على أن الصداقة واجب أخلاقي تجمع بين
الإنسان ، لذلك ينبغي أن تتأسس العلاقة بين الأنا والغير على هذا الواجب شريطة أن
تكون مرغوبة لذاتها وليس للمصلحة التي قد تؤديها.
مطلب
المناقشة:
يول ِ أرسطو
Aristote (384 ق.م -322 ق.م) [28]في
كتابه "الأخلاق إلى نيقوماخورس Ethique à Nicomaque " شأنه شأن كانط
أهمية لمفهوم الصداقة،ويؤكد على أنها ضرب من
الفضيلة لا يمكن لأي إنسان العيش دونها ،حيث أنه مهما بلغ شأن المرء "وعز
سلطانه [29]
"وعظم جاهه شعر ،على ما يظهر،بالحاجة إلى أن يكون له أصدقاء حوله
"[30] .
يضرب أرسطو مثلا لهذه الحاجة إلى الأصدقاء من
خلال حاجة الناس إلى بعضهم البعض في كل الأوقات وفي كل المراحل العمرية ؛حيث في
الشباب نحتاج إلى رفقة ( صالحة ) نصوحة كما أن في مرحلة الشيخوخة حين نصاب بالهرم
وتخور قوانا فلا غنى لنا عن مساعدة من هم أشد منا قوة وعزما .
إن دافع الصداقة- حسب أرسطو – قانون
طبيعي ،شأنه شأن الحب،يقض بأنه فطري في قلب كل الكائنات جميعها خاصة "الكائن
الذي الذي يلد نحو الكائن الذي ولده "[31]
يعرف أرسطو الصداقة بالإيجاب كونها
رباطا بين الممالك وقد تفوق العدل عند المشرعين ،كما يؤكد على أن الشعوب التي
يسودها الإخاء والتضامن المبني على الصداقة يتجاوز العدل لأن " العدل هو
العدل الذي يستمد من العطف والمحبة "[32]
كما يضيف أرسطو تعريفا آخر للصداقة ،سلبا على أنها ،ليست
ضرورية فقط ويستدرك بقوله " إنما هي جميلة وشريفة ،لأنها تخلف
إحساسا جميلا لذلك فإن كل رجل فاضل فهو محب "[33].
نستنتج ،إذن ، أن أنه يجب
على تبنية العلاقة بين الإنسان وغيره على الصداقة لأنها من الفضائل المطبوعة في
الإنسان والمجبول عليها ،كما أن تأثيراتها على الناس يفوق العدالة .
يطرح أوغيست كونت Auguste Comte نظريته وأهداف فلسفته الوضعية في كتابه ،مواعظ
وضعية Catéchisme positive
، حيث يركز فيه على الحياة الغيرية Altérité؛[34]أي
أن يحيا الإنسان من أجل غيره ،ورأى أن من أولويات النزعة الوضعية ،تهذيب الغريزة
الكونية وتسييجها ،كما أنها تسعى إلى اختزال الأخلاق الإنسانية في فكرة واحدة هي
أن يحيا الإنسان من أجل غيره .ويعد –كونت- فضائل الإنسان على غيره في التغذية
والحماية وتطوير القدرات ..هذه الفضائل تكون من قبل الآباء كما أنها" تأتي
من قبل فاعلين متعددين غير مباشرين ،لن يتعرف على الكثيرين منهم "[35].
تعد الغيرية حسب كونت –أساسا أخلاقيا
،ومزودا عظيما بالحياة مع الآخرين ،هذه الغيرية يجب أن لا تتحول إلى
استغلال للغير لأن ذلك يعد همجية "وإذا تذوقت هذه الكائنات بما فيه
الكفاية نما تفضلت بتسميته ملذات الوفاء ،ستفهم آنذاك أن الحياة من أجل الغير تمنح
الوسيلة الوحيدة لتطوير كل الوجود البشري بحرية "[36].
نستنتج ،إذن ،من تحليلنا لنص كونت
على أن الغيرية تعد نكرانا للذات من أجل التعايش مع الآخر في حياة
تسودها المحبة والتعاطف، لذلك تعد النزعة الوضعية تثمينا لهذه الغيرية ،ودعوة
لاختزال الإنسان في الإنسانية كما دعا إلى ذلك
كانط وقبله النزعة الإنسية Humanisme[37]
الداعية إلى رد الاعتبار للحقوق الإنسانية.
تأكيدا للأطروحات الأخرى
،تنفي الفيلسوفة الفرنسية جوليا كريستيفا(1941-...) –J.Kristeva في كتابها "Etrangers à
nous même غرباء عن أنفسنا" أن يكون الغير باعتباره
غريبا مصدرا للشرور أو الحقد بل العكس من ذلك فهو –وكما عرفته" الغريب
الذي يسكننا على نحو الغريب "[38]
. هذا الغريب قوة خفية لهويتنا وفيه
يتبدد تعاطفنا ووفاقنا...إن معرفتنا للغريب ،الجواني ،فينا يعصمنا بغض
الغريب البارني عنا لأن الأساس هو معرفة هذا الذي بداخلنا .
تتساءل كرستيفا في كتابها عن السبيل
الذي يجعل الغريب غريبا ،لتميز بين نوعين من الغريب ،غريب يسكننا
،وغريب يعد متطفلا على جماعة أو أسرة بشرية أو جماعة ..وتؤكد على أن الغريب الخارج
عن أنفسنا ليس غريبا أكثر من غرابتنا عن أنفسنا لكنه قد "قد يتخذ وضعية
داخل جماعة بشرية تنغلق على نفسها وتقصي المخالفين لها "[39]
إذن ،تبين كرستيفا على أن العلاقة
بين الأنا والغير ليست ،علاقة متوترة أو ،بل على العكس من ذلك ،فمتى
عرفنا أنفسنا أكثر تجنبنا الحكم على الآخرين أو الظن بهم سوءا لكنها لم تجزم بأن
العلاقة هي علاقة صداقة كما تبين ذلك مع أرسطو وكانط ،كما أنها لم
تؤكد ما أشار إليه كونت ...لكن إذا كان كل هؤلاء الفلاسفة اعتبروا على
أن العلاقة مع الغير هي علاقة إيجابية، فهل هذا يعني أن الإنسان تجمعه
علاقة صداقة دائمة أم أن هناك مناحي أخرى؟
يبين هيدغر M.Heidegger
على أن العلاقة بين الأنا والغير هي علاقة متوثرة يعاني فيها (
الوجود هنا Dasein الانخراط مع
الغير باعتباره كائنا l’ étant
الذي يفقده كينونته ويذيبه في الجماعة وفي الحياة اليومية والمعيش Vécu
لينسيه وجوده (كينونته) L’être
لكن" الدازاين Dasein
يعثر على ذاته ،في ما يفعله وفي حاجاته وفي منتظراته
واحتياطاته ،أي في الوجود المساير للعالم الحيوي داخليا والذي ينشغل به أولا
وأخيرا "[40] .
إن العلاقة ،إذن ،من منظور وجودي هيديغيري ،
بين الأنا والغير هي علاقة سلبية ومتوترة
يسعى من خلالها الأنا إلى الاستقلال بنفسه.
تأكيدا لهذه الأطروحة ،يذهب الفيلسوف
الفرنسي الهيجيلي ألكسندر كوجيف A.kojève إلى
القول :إن كل الكائنات يجمعها شيء واحد هو" الصراع الذي يؤدي بالضرورة
إلى موت أحد من الخصوم أو هما معا "[41] إذ ينفي أن يتنازل أحد المتصارعين عن
حقه للآخر قبل أن يقضي على حياته أو يعترف له بسيادته .
يعيد كوجيف نفس أطروحة هيجل
حول العلاقة بين الإنسان ويؤكد على "أن الإنسان في حالة نشأته لا
يكون قط إنسانا وكفى ، إنه دائما ، وبالضرورة إما سيد أو عبد "[42] حيث أنه ، إذا كان
الواقع البشري لا يمكنه أن يتكون إلا كواقع اجتماعي ،فإن المجتمع لا يكون بشريا –على
الأقل في أصله .إلا شريطة أن يستلزم عنصرا للسيادة وآخر للعبودية ويقتضي وجودا
يتمتع باستقلاله الذاتي وآخر يتوقف عليه ويخضع له [43].
مطلب
الاستنتاج
إذن، تعد أطروحة كوجيف أطروحة مناقضة
لكل الأطروحات الأخرى سواء أطروحة كرستيفا أو كانط وحتى أطروحة كونت أو
أرسطو ؛فالعلاقة بين الأنا والغير لا تقوم على الصداقة أو على
الغيرية أو الشفقة ، وإنما قوامها الهيمنة والسيطرة والصراع...فالإنسان إما سيد
على الغير أو عبد عنده ،كما أنه لا يخرج عن العلاقة التراتبية القائمة على
النفي والإقصاء من أجل نيل الاعتراف وبسط النفوذ.
إن تبني الطرح الهيجيلي
والذي حاول كوجيف تأكيده من حيث أن العلاقة بين الإنسان وغيره هي
علاقة صراع دائم وهيمنة قد يجعل من الأنا دائما يأخذ موقفا حذرا من الغير ويفقد
الإنسان إنسانيته ويعود به إلى حالته الطبيعية حالة التوحش... لذلك فإن ما يجمع الإنسان بالآخر ليس الخوف أو الصراع وإنما المشاعر الإنسانية كما أشار إليها
كانط وكونت وأرسطو إما على شكل غيرية أو
صداقة ...
------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------
[3] ديكارت ،" التأملات ، التأمل الثاني
"، ترجمة : عثمان أمين ، مكتبة الأنجلو المصرية ،الطبعة الثانية ، 1974، ص 99
.
[8]أنظر العنوان L'Autrui الموجود بالموقع
الإلكتروني http://philohassan2.e-monsite.com/ ستجد مقطعا من الشريط " حلل وناقش .
[9] أنظر تعليقات الطبيب Lucien Malson حول كل من الفتاتين Amala et kamala وكذلك ما قاله الطبيب Pinal حول الطفل المتوحش .Victorابحث في Google
عن l’enfants
sauvages
,De la recherche de la
vérité,éd Vrin,1965,t.1p259 [13]Malbranche
[15] J.P.Sartre, l'Etre et
le néant .,paris,Galilmard ,pp287(عن
الكتاب المدرسي منار الفلسفة مسلك الآداب والعلوم الإنسانية ص 32).
[17] ترجع هذه الكلمة إلى اللأصل الاتيني noumenon وقد استعملها كانط بمعنى" الشيء الممكن
التفكير فيه" وكذلك بمعنى الحقيقة مدرك بالعقل الخالص la raison pure لا بالحواس.
Dictionnaire ,La philosophie
de AàZ,G.R,Hatier,Paris,Avril,2000,p316
ترجمة لجنة ، تأليف كتاب مباهج الفلسفة ، مسلك
الآداب والعلوم الإنسانية ص 35
* تعني هذه الكلمة : الأنا في انعزاليته ووحدانيته وعدم ارتباطه
بالآخرين. مباهج الفلسفة ، مسلك الآداب والعلوم الإنسانية ص 36.
[23] "طبيعة التعاطف
وأشكاله Nature et formes de la
Sympathie "
الكتاب اللمدرسي في رحاب الفلسفة،مسالك : العلوم الشرعية واللغة العربية والعلوم
التجريبية والرياضية وعلوم التكنولوجيات الكهربائية والميكانيكية والعلوم
الاقتصادية والتدبير والفنون التطبيقية ص 29.
[25] كل ما يمس المقدس والممنوع والذي يجعل الإنسان
يسكت عنه ولا يستطيع التحدث فيه من قبيل ..الجنس ، والدين ..، الزواج... أنظر رواية محمد شكري، الخبز الحافي وأنظر التعريفات في :
Dictionnaire ,La philosophie de AàZ,G.R,Hatier,Paris,Avril,2000,p439
وكذلك دلالات هذا المفهوم في كتاب Totem et tabou
[28] بالنسبة لتاريخ مولد أرسطو ووفاته ليس بالشكل
الدقيق وإنما هو على نحو التقدير : راجع في هذا الصدد جورج طرابشي ،معجم الفلاسفة
, دار الطليعة ،بيروت ،الطبع الثانية
1997.ص 52
[30] أرسطو نعلم الأخلاق إلى نيقوماخورس ، ترجمة أحمد
لطفي السيد ،مطبعة دار الكتب المصرية بالقاهرة ،الجزء الثاني ، الكتاب الثامن ،ص،ص
219،221.عن الكتاب المدرسي مباهج الفلسفة ، مسلك الآداب والعلوم الإنسانية ،
ص37-38
[34][34] تعني الغيرية : من الغير المقابل للأنا ،فهي
المذهب الذي يقابل الأنانية ،وهي القول بالإيثار مقابل الأثرة ،والميل الطبعي نحو
الآخرين والتضحية بالمصلحة الشخصية في سبيل الآخرين .عن عبد
المنعم الحفني ،المعجم الفلسفي ،دار ابن زيدون مكتبة مدبولي ،القاهرة 1992ص189.
[35] أوغيست كونت ،مواعظ وضعية،الحوار
التاسع،غارنيينبدون تاريخ،ص .ص 276-279.عن الكتاب المدرسي في رحاب الفلسفة ،مسلك
الآداب والعلوم الإنسانية ص 36.
[37] ظهرت هذه النزعة في منتصف القرن الرابع عشر
بغنجلتيرا وإيتاليا خاصة مع فلاسفة الحق الطبيعي روسو ولوك وهوبز الذين حاولوا
التركيز على الحقوق الطبيعة والمدنية للإنسان وحرصوا على عدم تجاوزها ستمتد هذه
النزعة إلى العصر الحديث والفلسفة المعاصر مع كل من كانط وكذلك أوغيست كونت
"الذي اعتبرها ديانة تقدس الإنسان وتحل الإنسانية محل الله في العبادة"
عن عبد المنعم الحفني ،المعجم الفلسفي ص 34
[38] J. kristeva ,Etrangers à nous même,éd. Fayard ,1988.p7عن الكتاب المدرسي منار الفلسفة :مسلك
الىداب والعلوم الإنسانية .ص 37.
عبّر عن تعليقكالإبتسامات