انجاز الاستاذ: ياسيني
الحق و العدالة
توطئة:
يعد مفهوم العدالة من المفاهيم الاكثر شيوعا وتداولا على اوسع
نطاق،ويمكن الحديث عن مظهرين للعدالة،مظهر موضوعي والاخر معياري،بالنسبة للاول
تجسده المؤسسات التشريعية والاجهزة القانونية التي تتعهد رعاية الحقوق وتضطلع
بتنفيذ القوانين المعمول بها،اما فيما يخص المظهر المعياري،فالعدالة تتجسد كمثال
اخلاقي كوني يتطلع الكل الى استلهامه.
اما الحق فيمكن تحديده بالرجوع الى الادبيات الديمقراطية بوصفه معيارا
اساسيا للتمييز بين السياسة المشروعة واللامشروعة،فالحق هو الذي يحكم دولة الحق في
مبادئها وغاياتها وكذا رهاناتها.
تجدر الاشارة اننا بصدد مقاربة زوج مفاهيمي متصل وتتعذر كل امكانية
للفصل بينهما،
حيث نجد تداخل وتقاطع ليس فقط بين مفهومي الحق العدالة وانما هناك
مفاهيم متضايفة معها مثل:المساواة،الانصاف..وهذا يجعلنا في مواجهة التساؤلات
الاشكالية الاتية:
ما الحق؟ما اساسه؟
ما العدالة؟ما علاقتها بالحق؟
هل العدالة مساواة ام انصاف؟
المحور 1- الحق بين
الطبيعي والوضعي
اشكال :
ما الاساس الذي يقوم عليه الحق؟هل هو اساس طبيعي ام اساس وضعي؟
بمعنى :هل يقوم على القوة ام التعاقد الاجتماعي؟
اطروحات قاربت الاشكال :
اطروحة ـ ت .هوبز
في منظوره ان الحق الطبيعي يعبر عن الحرية التي يتمتع بها كل انسان في
"حالة الطبيعة" باعتبارها حالة سابقة على الوجود الاجتماعي،لهذا فهي
خالية من المؤسسات والقوانين،ومن تم فالحرية في دلالتها المباشرة تفيد غياب تام
للموانع الخارجية التي تحد من قدرة المرء على فعل ما يشاء،مما سيفضي الى نتائج
وخيمة، كاندلاع حرب شاملة : حرب بين الافراد،وحرب بين الجماعات..ان فكرة الحرب
ستدفع الناس الى التفكير في فكرة السلم،حيث تم انشاء الدولة من خلال العقد
الاجتماعي،وبهذه الكيفية ستكون بداية لنهاية الحق الطبيعي المبني على القوة.
اطروحة ـ ج ج روسو
باعتباره واحد من فلاسفة التعاقد،سيقبل روسو فكرة التعاقد
ويرفض الفكرة التي تقول بان الحق الطبيعي قائم على القوة،لا لشيء الا لأن الحق يتاسس على ما هو ثقافي ايضا،وعلى نقيض هوبز
يرى ان حالة الطبيعة ليست حالة عنف وانما هي بمثابة العصر الذهبي للانسان ،ومن هذا
المنطلق فاختيار الانسان الدخول الى المجتمع ليس لكونه يعيش حالة الحرب،وانما لكون
الانسان يبحث عن الاكتمال حاول التنازل عن حريته الطبيعية،ولكي يحقق هذا ابتكر
فكرة التعاقد الاجتماعي الذي امسى يجسد الارادة العامة المعبرة عن ارادة
الشعب،وبهاته الكيفية سينتقل الانسان من حالة الطبيعة الى الحالة المدنية التي ستضمن له باقي الحقوق المدنية وهي حقوق
ترجع للانسان بحكم انسانيته وبحكم طبيعته العقلانية.
المحور 2- العدالة
كأساس للحق
اشكال :
ما المقصود بالعدالة؟ وما علاقتها بالحق؟
ايهما يؤسس للاخر؟هل العدالة تؤسس للحق,ام الاخيرهو المؤسس لها؟
اطروحات قاربت الاشكال :
اطروحة ارسطو
ان لمفهوم العدالة لدى ارسطو دلالتين اثنتين: دلالة عامة وترتبط
بعلاقة الفرد بالمؤسسات الاجتماعية،ويكون
هنا مترادفا مع الفضيلة ،ويعني الخضوع والامتثال للقوانين،فالفاضل هو الذي يسلك
وفق القانون.اما المعنى الخاص للعدالة فيشير الى مايتعين ان يكون عليه سلوك الفرد
في تعامله مع غيره،حيث يتوجب عليه ان يقنع ما في حوزته دون ان يطمع في حقوق
الغير،كما تعني الاعتدال باعتباره الحد الوسط بين قيمتين متطرفتين،وهذا ما تفيده
عبارة ارسطو:" الفضيلة هي الوسط "
اطروحة فريدريك فون هايك
تصدر اطروحة المفكر الاقتصادي عن تصور ليبيرالي صرف،حيث يعارض التصور
الارسطي الذد يعرف صفة العادل من منطلق حالة من السلوك،بل السلوك العادل هو سلوك
يكفل الحق في منظومة قانونية،ففي نظره ان العدالة اذا لم تقترن بنظام شرعي ستكون
عدالة فارغة ،لكونها لا تكتسب دلالتها الا في ذلك النظام،لانه ليس كل ما يدعى عادة
بالقانون يستند الى قوانين السلوك العادل.
المحور3- العدالة
بين المساواة والانصاف
اشكال :
اذا كانت العدالة تهدف الى خلق المساواة بين الناس فهل بامكانها تحقيق الانصاف؟
اطروحات قاربت الاشكال :
اطروحة افلاطون
يرى الفيلسوف افلاطون بان العدالة فضيلة تتحقق اولا على مستوى الفرد
،ثم على مستوى المجتمع ثانيا،ان تحققها في النفس البشرية رهين بانسجام القوى
الثلاث:الشهوانية والغضبية والعاقلة،كما انها تتحقق كفضيلة سياسية في المجتمع حين
تنسجم مختلف طبقاته :الحرفيون والجند والحكام،بحيث ينصرف كل فرد الى اداء وظيفته
بكل اتقان دون تطفل على عمل الاخرين .
اطروحة ماكس شيلر
ينخرط الفيلسوف الالماني شيلر يحيث يعارض جملة وتفصيلا مذهب المساواة
المطلقة،
انه من الجور الاقرار بتساوي الناس بشكل مطلق،فالعدالة لا تتنافى مع
بروز اشكال من التفاوت الاقتصادي والاجتماعي ..فالعدالة الحقيقية هي تلك التي
تراعي اختلاف وتمايز طباع وقدرات الناس،وهذا التفاوت هو تفاوت خلاق وايجابي.لهذا
فمزاعم مذهب المساواة المطلقة واهية وهي تصدر عن كراهية وحقد.فالمتفوق لا ينادي
بالمساواة المطلقة وانما ينادي بها الذي يخشى الخسارة.
ملحوظة : يمكن العودة الى تصورات فلسفية لاغناء المناقشة على مستوى جميع
المجاور:
جون راولس
الان (اميل شارتيي)
باروخ اسبينوزا
شيشرون
عبّر عن تعليقكالإبتسامات